Monday, November 26, 2012

أين أشلائي

يستخدم المصري الجرائد في كل ناحية من نواحي حياته اليومية ، ما عدا غرضها الأساسي ، حيث يلف إفطاره بورق الجرائد ، يستخدمه كمرله ، يحل الكلمات المتقاطعة ، يقرأ حظه اليوم ، و يحتمي بورق الجرائد من صقيع شتاء مصر برغم أن "الجو عندنا ربيع طول السنة " .و كل تلك أشياء طبيعية ليس لأن خليط لب الشجر و الألياف المعاد تصنيعها تعمل كعازل حراري أفضل من البولي يوريثاين و لكن لأن قيمة الصحافة في مصر انحدرت لتلك المنزلة . و لكن الاستخدام الأكثر شيوعا لورق الجرائد هو تغطية أشلاء الموتى .

فسواء أكان الفقيد طفلا بريئا كل ذنبه في الحياه أن أباه أدخله مدرسة يستدعي الوصول إليها عبور شريط قطر ، أو شابا أرعن يحاول أن يكسر بسيارته حاجز الصوت ، أو كهلا أراد عبور الطريق فأتاه ملك الموت متجسدا في صورة مشروع محطة فاقطوريا يشع منه تلوث سمعي و بصري و مهرجانات . أيا كنت فيهم ، إدعو الله أنه عندما تأتي ساعتك ، تكون بالقرب من كشك جرائد كي يستطيع المتجمهرون لم أشلائك .

الأشلاء ، الأشلاء هي كل ما تبقى . لا يوجد قانون في بلدك هذا ، يوجد فقط أشلاء قانون ، لا يوجد دستور ، فقط أشلاء دستور ، أشلاء مجلس تشريعي ، أشلاء شرطة و أشلاء شعب ، أشلاء حكومة لم تفعل شيئا منذ جاءت إلا لم أشلاء مواطنيها من هنا و هناك.مجرد أشلاء وطن .

قل لي ، سواء كنت مؤيدا أو كافر علماني ملحد ممول من أمريكا و إسرائيل و إيران و حماس ، أسف أخر إثنان كانوا في النظام السابق فالآن إيران و حماس صحابنا ، قل لي ما الاستفادة العائدة على مواطن بسيط من وضع إعلان دستوري ، يحصن أشلاء لجنة تأسيسية ، تدع أشلاء دستور مبني على أشلاء مباديء و أشلاء أسس أشلاء الشريعة الإسلامية ، يأتينا بأشلاء مجلس تشريعى كي يضع أشلاء قانون لن يعمل به أشلاء البشر المسمون مصريين . عذرا سيدي ، و لكن إذهب أنت و دستورك فقاتلا .

عن أي دستور تتحدث و أنت لا تستطيع السيطرة على ٩٠% من مساحة مصر ؟ عن أي دستور تتحدث و أبناء هذا الوطن يقتلوا كل يوم بهتانا على قضبان سكتك الحديدية و وراء حواجزك الخرسانية و البشرية المكونة من أبناء هذا الوطن أيضا ؟ عن أي نائب عام تتحدث و عن أي حق شهيد تتحدث و أنت من فعل عرض "هات طفلين مصريين و خد آيفون " ؟ 

بصراحة شديدة ، أنا حاليا لا أهتم بإعلان دستوري وضعه من ساعد مبارك و السادات و عبد الناصر من قبل في إطالة عمرهم الافتراضي ، و إن اختلفت الأسماء فالوصف واحد ، لأني أثق تمام الثقة أن مصر لا تحتاج دستور أو قانون ، مصر تحتاج إلى مدارس .

عابوكو كلكو 

No comments:

Post a Comment