شباك قديم , في شقة قديمة , في مبنى اقدم . ودور ارضي جعلني اسمعه , بـزماميره الخارقة للآذان , واكياسه الملونة احمر , ازرق , وأبيض
رَجل يحمل عصى طويلة معلق بها تلك الاكياس , يرتدي بنطال ازرق وقميص أبيض دائما.
انتظره كل يوم , عندما تدق ساعة جدتي العتيق دقاتها العشر , أجري لأمي و ابكي “ماما ماما , عايز غزل بنات ” . عندئذ تخرج جدتي من حقيبتها السوداء بضعة قروش . أجري بها على ذلك الرَجل والقروش تتخبط ببعضها البعض , اقف عند قدم الرَجل وأقدم له مابيدي من قروش . ياخذها ويسألني ماهو اسمي , أجيبه بدون تردد.
دائما يسألني ذلك السؤال , وأنا دائما أجيب عليه بدون ملل . ثم يبدأ في النفخ في زماميره , يربت على راسي ويمشي , كل يوم منذ ان اتذكر.
لا ادري ماذا حدث , أتوقفت عن حب “غزل البنات” ام توقفت جدتي عن اعطائي القروش , لكن مااعلمه اني توقفت عن رؤيته يجوب الشارع.
لم يعد الشباك قديما , لم تعد الشقة قديمة فقد انتقلنا لأخرى , لم أعد اسكن في دور ارضي , لكن عند دق ساعة جدتي
العتيقة دقاتها العشر , أكاد أسمع زماميره.